فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

رتبل‏:‏ الرَّتْبَل‏:‏ القصير‏.‏

رجل‏:‏ الرَّجُل‏:‏ معروف الذكرُ من نوع الإِنسان خلاف المرأَة، وقيل‏:‏ إِنما

يكون رَجلاً فوق الغلام، وذلك إِذا احتلم وشَبَّ، وقيل‏:‏ هو رَجُل ساعة

تَلِدُه أُمُّه إِلى ما بعد ذلك، وتصغيره رُجَيْل ورُوَيْجِل، على غير

قياس؛ حكاه سيبويه‏.‏ التهذيب‏:‏ تصغير الرجل رُجَيْل، وعامَّتهم يقولون

رُوَيْجِل صِدْق ورُوَيْجِل سُوء على غير قياس، يرجعون إِلى الراجل لأَن اشتقاقه

منه، كما أَن العَجِل من العاجل والحَذِر من الحاذِر، والجمع رِجال‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ واسْتَشْهِدوا شَهِيدَين من رِجالكم؛ أَراد من أَهل

مِلَّتكم، ورِجالاتٌ جمع الجمع؛ قال سيبويه‏:‏ ولم يكسر على بناء من أَبنية

أَدْنى العدد يعني أَنهم لم يقولوا أَرْجال؛ قال سيبويه‏:‏ وقالوا ثلاثةُ

رَجْلةٍ جعلوه بدلاً من أَرْجال، ونظيره ثلاثة أَشياء جعلوا لَفْعاء بدلاً

من أَفعال، قال‏:‏ وحكى أَبو زيد في جمعه رَجِلة، وهو أَيضاً اسم الجمع لأن فَعِلة ليست من أَبنية الجموع، وذهب أَبو العباس إِلى أَن رَجْلة مخفف

عنه‏.‏ ابن جني‏:‏ ويقال لهم المَرْجَل والأُنثى رَجُلة؛ قال‏:‏

كلُّ جار ظَلَّ مُغْتَبِطاً، غيرَ جيران بني جَبَله

خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم، لم يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله

عَنى بجَيْبِها هَنَها وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ أَن أَبا زياد الكلابي قال

في حديث له مع امرأَته‏:‏ فَتَهايَجَ الرَّجُلانِ يعني نفسه وامرأَته، كأَنه

أَراد فَتَهايَجَ الرَّجُلُ والرَّجُلة فغَلَّب المذكر‏.‏

وتَرَجَّلَتِ المرأَةُ‏:‏ صارت كالرَّجُل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كانت عائشة، رضي الله عنها، رَجُلة الرأْي؛ قال الجوهري في جمع الرَّجُل أَراجل؛ قال أَبو

ذؤيب‏:‏

أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤهم، وقالوا‏:‏ تَعَدَّ واغْزُ وَسْطَ الأَراجِل

يقول‏:‏ أَهَمَّهم نفقةُ صيفهم وشتائهم وقالوا لأَبيهم‏:‏ تعدَّ أَي انصرف

عنا؛ قال ابن بري‏:‏ الأَراجل هنا جمع أَرجال، وأَرجال جمع راجل، مثل صاحب

وأَصحاب وأَصاحيب إِلا أَنه حذف الياء من الأَراجيل لضرورة الشعر؛ قال

أَبو المُثَلَّم الهذلي‏:‏

يا صَخْرُ ورّاد ماء قد تتابَعَه

سَوْمُ الأَراجِيل، حَتَّى ماؤه طَحِل

وقال آخر‏:‏

كأَن رَحْلي على حَقْباء قارِبة

أَحْمى عليها أَبانَيْنِ الأَراجيل

أَبانانِ‏:‏ جَبَلانِ؛ وقال أَبو الأَسود الدؤلي‏:‏

كأَنَّ مَصاماتِ الأُسود ببَطْنه

مَراغٌ، وآثارُ الأَراجِيلِ مَلْعَب

وفي قَصِيد كعب بن زهير‏:‏

تَظَلُّ منه سِباعُ الجَوِّ ضامزةً، ولا تَمَشَّى بِواديه الأَراجِيلُ

وقال كثير في الأَراجل‏:‏

له، بجَبُوبِ القادِسِيَّة فالشَّبا، مواطنُ، لا تَمْشي بهنَّ الأَراجلُ

قال‏:‏ ويَدُلُّك على أَن الأَراجل في بيت أَبي ذؤيب جمع أَرجال أَن أَهل

اللغة قالوا في بيت أَبي المثلم الأَراجيل هم الرَّجَّالة وسَوْمُهم

مَرُّهُم، قال‏:‏ وقد يجمع رَجُل أَيضاً على رَجْلة‏.‏ ابن سيده‏:‏ وقد يكون

الرَّجُل صفة يعني بذلك الشدّة والكمال؛ قال‏:‏ وعلى ذلك أَجاز سيبويه الجر في قولهم مررت برَجُلٍ رَجُلٍ أَبوه، والأَكثر الرفع؛ وقال في موضع آخر‏:‏ إِذا

قلت هذا الرَّجُل فقد يجوز أَن تعْني كماله وأَن تريد كل رَجُل تكلم ومشى على رِجْلَيْن، فهو رَجُل، لا تريد غير ذلك المعنى، وذهب سيبويه إِلى

أَن معنى قولك هذا زيد هذا الرَّجُل الذي من شأْنه كذا، ولذلك قال في موضع آخر حين ذكر ابن الصَّعِق وابن كُرَاع‏:‏ وليس هذا بمنزلة زيد وعمرو من قِبَل أَن هذه أَعلام جَمَعَت ما ذكرنا من التطويل فحذفوا، ولذلك قال

الفارسي‏:‏ إِن التسمية اختصار جُمْلة أَو جُمَل‏.‏ غيره‏:‏ وفي معنى تقول هذا رجل

كامل وهذا رجل أَي فوق الغلام، وتقول‏:‏ هذا رَجُلٌ أَي راجل، وفي هذا

المعنى للمرأَة‏:‏ هي رَجُلة أَي راجلة؛ وأَنشد‏:‏

فإِن يك قولُهمُ صادقاً، فَسِيقَتْ نسائي إِليكم رِجَالا

أَي رواجلَ‏.‏ والرُّجْلة، بالضم‏:‏ مصدر الرَّجُل والرَّاجِل والأَرْجَل‏.‏

يقال‏:‏ رَجُل جَيِّد الرُّجلة، ورَجُلٌ بيِّن الرُّجولة والرُّجْلة

والرُّجْليَّة والرُّجوليَّة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وهي من المصادر التي

لا أَفعال لها‏.‏ وهذا أَرْجَل الرَّجُلين أَي أَشدُّهُما، أَو فيه

رُجْلِيَّة ليست في الآخر؛ قال ابن سيده‏:‏ وأُراه من باب أَحْنَك الشاتين أَي أَنه

لا فعل له وإِنما جاء فعل التعجب من غير فعل‏.‏ وحكى الفارسي‏:‏ امرأَة

مُرْجِلٌ تلد الرِّجال، وإِنما المشهور مُذْكِر، وقالوا‏:‏ ما أَدري أَيُّ ولد

الرجل هو، يعني آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام‏.‏ وبُرْدٌ مُرَجَّلٌ‏:‏

فيه صُوَر كَصُوَر الرجال‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه لعن المُتَرَجِّلات من النساء، يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في زِيِّهِم وهيآتهم، فأَما في العلم والرأْي فمحمود، وفي رواية‏:‏ لَعَنَ الله الرَّجُلة من النساء، بمعنى

المترجِّلة‏.‏ ويقال‏:‏ امرأَة رَجُلة إِذا تشبهت بالرجال في الرأْي

والمعرفة‏.‏ الرِّجْل‏:‏ قَدَم الإِنسان وغيره؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ والرَّجْل من أَصل

الفخذ إِلى القدم، أُنْثى‏.‏ وقولهم في المثل‏:‏ لا تَمْشِ برِجْلِ من أَبى، كقولهم لا يُرَحِّل رَحْلَك من ليس معك؛ وقوله‏:‏

ولا يُدْرِك الحاجاتِ، من حيث تُبْتَغَى

من الناس، إِلا المُصْبِحون على رِجْل

يقول‏:‏ إِنما يَقْضِيها المُشَمِّرون القِيام، لا المُتَزَمِّلون

النِّيام؛ فأَما قوله‏:‏

أَرَتْنيَ حِجْلاً على ساقها، فَهَشَّ الفؤادُ لذاك الحِجِلْ

فقلت، ولم أُخْفِ عن صاحبي‏:‏

أَلابي أَنا أَصلُ تلك الرِّجِلْ‏.‏

فإِنه أَراد الرِّجْل والحِجْل، فأَلقى حركة اللام على الجيم؛ قال‏:‏ وليس

هذا وضعاً لأَن فِعِلاً لم يأْت إِلا في قولهم إِبِل وإِطِل، وقد تقدم، والجمع أَرْجُل، قال سيبويه‏:‏ لا نعلمه كُسِّر على غير ذلك؛ قال ابن جني‏:‏

استغنوا فيه بجمع القلة عن جمع الكثرة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ولا يَضْرِبن بأَرْجُلِهن ليُعْلَم ما يُخْفِين من زينتهن؛ قال الزجاج‏:‏ كانت المرأَة ربما

اجتازت وفي رجلها الخَلْخال، وربما كان فيه الجَلاجِل، فإِذا ضَرَبت

برِجْلها عُلِم أَنها ذات خَلْخال وزينة، فنُهِي عنه لما فيه من تحريك الشهوة، كما أُمِرْن أَن لا يُبْدِين ذلك لأَن إِسماع صوته بمنزلة إِبدائه‏.‏ ورجل

أَرْجَل‏:‏ عظيم الرِّجْل، وقد رَجِل، وأَرْكبُ عظيم الرُّكْبة، وأَرْأَس

عظيم الرأْس‏.‏ ورَجَله يَرْجله رَجْلاً‏:‏ أَصاب رِجْله، وحكى الفارسي رَجِل

في هذا المعنى‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ ارْتَجَلْت الرَّجُلَ إِذا أَخذته برِجْله‏.‏

والرُّجْلة‏:‏ أَن يشكو رِجْله‏.‏ وفي حديث الجلوس في الصلاة‏:‏ إِنه لجَفاء

بالرَّجُل أَي بالمصلي نفسه، ويروى بكسر الراء وسكون الجيم، يريد جلوسه على

رِجْله في الصلاة‏.‏

والرَّجَل، بالتحريك‏:‏ مصدر قولك رَجِلَ، بالكسر، أَي بقي راجلاً؛ وأَرْجَله غيره وأَرْجَله أَيضاً‏:‏ بمعنى أَمهله، وقد يأْتي رَجُلٌ بمعنى راجل؛ قال الزِّبْرِقان بن بدر‏:‏

آليت لله حَجًّا حافياً رَجُلاً، إِن جاوز النَّخْل يمشي، وهو مندفع

ومثله ليحيى بن وائل وأَدرك قَطَريّ

بن الفُجاءة الخارجي أَحد بني مازن حارثي‏:‏

أَمَا أُقاتِل عن دِيني على فرس، ولا كذا رَجُلاً إِلا بأَصحاب

لقد لَقِيت إِذاً شرّاً، وأَدركني

ما كنت أَرْغَم في جسمي من العاب

قال أَبو حاتم‏:‏ أَما مخفف الميم مفتوح الأَلف، وقوله رجلاً أَي راجلاً

كما تقول العرب جاءنا فلان حافياً رَجُلاً أَي راجلاً، كأَنه قال أَما

أُقاتل فارساً ولا راجلاً إِلا ومعي أَصحابي، لقد لقيت إِذاً شَرًّا إِن لم أُقاتل وحدي؛ وأَبو زيد مثله وزاد‏:‏ ولا كذا أُقاتل راجلاً، فقال‏:‏ إِنه

خرج يقاتل السلطان فقيل له أَتخرج راجلاً تقاتل‏؟‏ فقال البيت؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ قوله ولا كذا أَي ما ترى رجلاً كذا؛ وقال المفضل‏:‏ أَما خفيفة

بمنزلة أَلا، وأَلا تنبيه يكون بعدها أَمر أَو نهي أَو إِخبار، فالذي بعد

أَما هنا إِخبار كأَنه قال‏:‏ أَما أُقاتل فارساً وراجلاً‏.‏ وقال أَبو علي في الحجة بعد أَن حكى عن أَبي زيد ما تقدم‏:‏ فَرجُلٌ على ما حكاه أَبو زيد

صفة، ومثله نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نحوها، ومعنى البيت كأَنه يقول‏:‏

اعلموا أَني أُقاتل عن ديني وعن حَسَبي وليس تحتي فرس ولا معي أَصحاب‏.‏

ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلاً، فهو راجل ورَجُل ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ

ورَجْلان؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ إِذا لم يكن له ظهر في سفر يركبه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

عَلَيّ، إِذا لاقيت لَيْلى بخلوة، أَنَ آزدار بَيْتَ الله رَجْلانَ حافيا

والجمع رِجَالٌ ورَجَّالة ورُجَّال ورُجَالى ورُجَّالى ورَجَالى

ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَراجل وأَراجيل؛ وأَنشد لأَبي

ذؤيب‏:‏

واغُزُ وَسْط الأَراجل

قال ابن جني‏:‏ فيجوز أَن يكون أَراجل جمع أَرْجِلة، وأَرْجِلة جمع رِجال، ورجال جمع راجل كما تقدم؛ وقد أَجاز أَبو إِسحق في قوله‏:‏

في ليلة من جُمادى ذات أَنديةٍ

أَن يكون كَسَّر نَدًى على نِداء كجَمَل وجِمال، ثم كَسَّر نِداء على

أَندِية كرِداء وأَرْدِية، قال‏:‏ فكذلك يكون هذا؛ والرَّجْل اسم للجمع عند

سيبويه وجمع عند أَبي الحسن، ورجح الفارسي قول سيبويه وقال‏:‏ لو كان جمعاً

ثم صُغِّر لرُدَّ إِلى واحده ثم جُمِع ونحن نجده مصغراً على لفظه؛ وأَنشد‏:‏بَنَيْتُه بعُصْبةٍ من ماليا، أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلاً عاديا

وأَنشد‏:‏

وأَيْنَ رُكَيْبٌ واضعون رِحالهم

إِلى أَهل بيتٍ من مقامة أَهْوَدا‏؟‏

ويروى‏:‏ من بُيُوت بأَسودا؛ وأَنشد الأَزهري‏:‏

وظَهْر تَنُوفةٍ حَدْباء تمشي، بها، الرُّجَّالُ خائفةً سِراعا

قال‏:‏ وقد جاء في الشعر الرَّجْلة، وقال تميم بن أَبي

‏:‏

ورَجْلة يضربون البَيْضَ عن عُرُض

قال أَبو عمرو‏:‏ الرَّجْلة الرَّجَّالة في هذا البيت، وليس في الكلام

فَعْلة جاء جمعاً غير رَجْلة جمع راجل وكَمْأَة جمع كَمْءٍ؛ وفي التهذيب‏:‏

ويجمع رَجاجِيلَ‏.‏

والرَّجْلان أَيْضاً‏:‏ الراجل، والجمع رَجْلى ورِجال مثل عَجْلان وعَجْلى

وعِجال، قال‏:‏ ويقال رَجِلٌ ورَجالى مثل عَجِل وعَجالى‏.‏ وامرأَة رَجْلى‏:‏

مثل عَجْلى، ونسوة رِجالٌ‏:‏ مثل عِجال، ورَجالى مثل عجالى‏.‏ قال ابن بري‏:‏

قال ابن جني راجل ورُجْلان، بضم الراء؛ قال الراجز‏:‏

ومَرْكَبٍ يَخْلِطني بالرُّكْبان، يَقي به اللهُ أَذاةَ الرُّجْلان

ورُجَّال أَيضاً، وقد حكي أَنها قراءة عبد الله في سورة الحج وبالتخفيف

أَيضاً، وقوله تعالى‏:‏ فإِن خِفْتم فرِجالاً أَو رُكْباناً، أَي فَصَلُّوا

رُكْباناً ورِجالاً، جمع راجل مثل صاحب وصِحاب، أَي إِن لم يمكنكم أن تقوموا قانتين أَي عابدين مُوَفِّين الصَّلاةَ حَقَّها لخوف ينالكم

فَصَلُّوا رُكْباناً؛ التهذيب‏:‏ رِجالٌ أَي رَجَّالة‏.‏ وقوم رَجْلة أَي رَجَّالة‏.‏

وفي حديث صلاة الخوف‏:‏ فإِن كان خوف هو أَشدّ من ذلك صَلوا رِجالاً

ورُكْباناً؛ الرِّجال‏:‏ جمع راجل أَي ماش، والراجل خلاف الفارس‏.‏ أَبو زيد‏:‏ يقال

رَجِلْت، بالكسر، رَجَلاً أَي بقيت راجِلاً، والكسائي مثله، والعرب تقول

في الدعاء على الإِنسان‏:‏ ما له رَجِلَ أَي عَدِمَ المركوبَ فبقي راجلاً‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وحكى اللحياني لا تفعل كذا وكذا أُمُّك راجل، ولم يفسره، إِلا أَنه قال قبل هذا‏:‏ أُمُّك هابل وثاكل، وقال بعد هذا‏:‏ أُمُّك عَقْري

وخَمْشى وحَيْرى، فَدَلَّنا ذلك بمجموعة أَنه يريد الحزن والثُّكْل‏.‏

والرُّجْلة‏:‏ المشي راجلاً‏.‏ والرَّجْلة والرِّجْلة‏:‏ شِدَّة المشي؛ خكاهما أَبو

زيد‏.‏

وفي الحديث‏:‏ العَجْماء جَرْحها جُبَار، ويَرْوي بعضم‏:‏ الرِّجْلُ جُبارٌ؛ فسَّره من ذهب إِليه أَن راكب الدابة إِذا أَصابت وهو راكبها إِنساناً

أَو وطئت شيئاً بيدها فضمانه على راكبها، وإِن أَصابته برِجْلها فهو جُبار

وهذا إِذا أَصابته وهي تسير، فأَمَّا أَن تصيبه وهي واقفة في الطريق

فالراكب ضامن، أَصابت ما أَصابت بيد أَو رجل‏.‏ وكان الشافعي، رضي الله عنه، يرى الضمان واجباً على راكبها على كل حال، نَفَحَتْ برِجلها أَو خبطت

بيدها، سائرة كانت أَو واقفة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الحدث الذي رواه الكوفيون أن الرِّجل جُبار غير صحيح عند الحفاظ؛ قال ابن الأَثير في قوله في الحديث‏:‏

الرِّجل جُبار أَي ما أَصابت الدابة برِجْلها فلا قَوَد على صاحبها، قال‏:‏

والفقهاء فيه مختلفون في حالة الركوب عليها وقَوْدها وسَوْقها وما أَصابت

برِجْلها أَو يدها، قال‏:‏ وهذا الحديث ذكره الطبراني مرفوعاً وجعله

الخطابي من كلام الشعبي‏.‏

وحَرَّةٌ رَجْلاءُ‏:‏ وهي المستوية بالأَرض الكثيرة الحجارة يَصْعُب المشي

فيها، وقال أَبو الهيثم‏:‏ حَرَّة رَجْلاء، الحَرَّة أَرض حجارتها سُودٌ، والرَّجْلاء الصُّلْبة الخَشِنة لا تعمل فيها خيل ولا إِبل ولا يسلكها

إِلا راجل‏.‏ ابن سيده‏:‏ وحَرَّة رَجْلاء لا يستطاع المشي فيها لخشونتها

وصعوبتها حتى يُتَرَجَّل فيها‏.‏ وفي حديث رِفاعة الجُذامي ذِكْر رِجْلى، هي

بوزن دِفْلى، حَرَّةُ رِجْلى‏:‏ في ديار جُذام‏.‏ وتَرَجَّل الرجلُ‏:‏ ركب

رِجْليه‏.‏ الرَّجِيل من الخيل‏:‏ الذي لا يَحْفى‏.‏ ورَجُلٌ رَجِيل أي قَوِيٌّ على

المشي؛ قال ابن بري‏:‏ كذلك امرأَة رَجِيلة للقوية على المشي؛ قال الحرب بن حِلِّزة‏:‏

أَنَّى اهتديتِ، وكُنْتِ غير رَجِيلةٍ، والقومُ قد قَطَعوا مِتان السِّجْسَج

التهذيب‏:‏ ارْتَجَل الرجلُ ارتجالاً إِذا ركب رجليه في حاجته ومَضى‏.‏

ويقال‏:‏ ارْتَجِلْ ما ارْتَجَلْتَ أَي اركب ما ركبت من الأُمور‏.‏ وتَرَجَّل

الزَّنْدَ وارتجله‏:‏ وضعه تحت رجليه‏.‏ وتَرَجَّل القومُ إِذا نزلوا عن دوابهم

في الحرب للقتال‏.‏ ويقال‏:‏ حَمَلك الله على الرُّجْلة، والرُّجْلة ههنا‏:‏

فعل الرَّجُل الذي لا دابة له‏.‏

ورَجَلَ الشاةَ وارتجلها‏:‏ عَقَلها برجليها‏.‏ ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً

وارتجلها‏:‏ علَّقها برجلها‏.‏

والمُرَجَّل من الزِّقاق‏:‏ الذي يُسْلَخ من رِجْل واحدة، وقيل‏:‏ الذي

يُسْلَخ من قِبَل رِجْله‏.‏ الفراء‏:‏ الجِلْد المُرَجَّل الذي يسلخ من رِجْل

واحدة، والمَنْجُول الذي يُشَقُّ عُرْقوباه جميعاً كما يسلخ الناسُ اليومَ، والمُزَقَّق الذي يسلخ من قِبَل رأْسه؛ الأَصمعي وقوله‏:‏

أَيام أَلْحَفُ مِئْزَري عَفَرَ الثَّرى، وأَغُضُّ كُلَّ مُرَجَّلٍ رَيَّان‏.‏

أَراد بالمُرَجَّل الزِّقَّ الملآن من الخَمْر، وغَضُّه شُرْبُه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ قال المفضل يَصِف شَعْره وحُسْنه، وقوله أَغُضّ أَي أَنْقُص منه

بالمِقْراض ليستوي شَعَثُه‏.‏ والمُرَجَّل‏:‏ الشعر المُسَرَّح، ويقال للمشط

مِرْجَل ومِسْرَح‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عن

الترَجُّل إِلا غِبًّا؛ الترجل والترجيل‏:‏ تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، ومعناه أَنه كره كثرة الادِّهان ومَشْطَ الشعر وتسويته كل يوم كأَنه كره

كثرة التَّرفُّه والتنعم‏.‏

والرُّجْلة والترجيل‏:‏ بياض في إِحدى رجلي الدابة لا بياضَ به في موضع

غير ذلك‏.‏ أَبو زيد‏:‏ نَعْجة رَجْلاء وهي البيضاء إِحدى الرجلين إِلى الخاصرة

وسائرها أَسود، وقد رَجِلَ رَجَلاً، وهو أَرْجَل‏.‏ ونعجة رَجْلاء‏:‏

ابْيَضَّتْ رَِجْلاها مع الخاصرتين وسائرها أَسود‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَرجل من الخيل

الذي في إِحدى رجليه بياض، ويُكْرَه إِلا أَن يكون به وَضَحٌ؛ غيره‏:‏ قال

المُرَقِّش الأَصغر‏:‏

أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليس فيه مَعابةٌ، كُمَيْتٌ كَلَوْن الصِّرف أَرْجَل أَقرَح

فمُدِح بالرَّجَل لَمَّا كان أَقرح‏.‏ قال‏:‏ وشاة رَجْلاء كذلك‏.‏ وفرس

أَرْجَل‏:‏ بَيِّن الرَّجَل والرُّجْلة‏.‏ ورَجَّلَت المرأَةُ ولدَها

‏:‏

وضَعَتْه بحيث خَرَجَتْ رِجْلاه قبْل رأْسه عند الولادة، وهذا يقال له

اليَتْن‏.‏ الأُموي‏:‏ إِذا وَلَدت الغنمُ بعضُها بعد بعض قيل وَلَّدتُها

الرُّجَيْلاء مثال الغُمَيْصاء، ووَلَّدتها طَبَقة بعد طَبَقة‏.‏

ورِجْلُ الغُراب‏:‏ ضَرْب من صَرِّ الإِبل لا يقدر الفصيل على أَن يَرْضَع

معه ولا يَنْحَلُّ؛ قال الكميت‏:‏

صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ في النا

س، على من أَراد فيه الفجورا

رِجْلَ الغراب مصدر لأَنه ضرب من الصَّرِّ فهو من باب رَجَع القَهْقَرى

واشتمل الصَّمَّاء، وتقديره صَرًّا مثل صَرِّ رِجْل الغُراب، ومعناه

اسْتَحْكَم مُلكُك فلا يمكن حَلُّه كما لا يمكن الفَصِيلَ حَلُّ رِجْل

الغراب‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ الرُّؤيا لأَوَّلِ عابر وهي على رِجْل طائر أَي أَنها

على رِجْلِ قَدَرٍ جارٍ وقضاء ماضٍ من خير أَو شَرٍّ، وأَن ذلك هو الذي

قَسَمه الله لصاحبها، من قولهم اقتسموا داراً فطار سهمُ فلان في ناحيتها

أَي وَقَعَ سهمُه وخَرج، وكلُّ حَركة من كلمة أَو شيء يَجْري لك فهو طائر، والمراد أَن الرؤيا هي التي يُعَبِّرها المُعَبِّر الأَول، فكأَنها

كانت على رِجْل طائر فسقطت فوقعتْ حيث عُبِّرت، كما يسقط الذي يكون على

رِجْل الطائر بأَدنى حركة‏.‏ ورِجْل الطائر‏:‏ مِيسَمٌ‏.‏ والرُّجْلة‏:‏ القُوَّةُ

على المشي‏.‏ رَجِلَ الرَّجُلُ يَرْجَل رَجَلاً ورُجْلة إِذا كان يمشي في السفر وحده ولا دابة له يركبها‏.‏ ورَجُلٌ رُجْليٌّ‏:‏ للذي يغزو على رِجليه، منسوب إِلى الرُّجْلة‏.‏ والرَّجيل‏:‏ القَوِيُّ على المشي الصبور عله؛ وأَنشد‏:‏حَتى أُشِبَّ لها، وطال إِيابُها، ذو رُجْلة، شَثْنُ البَراثِن جَحْنَبُ

وامرأَة رَجِيلة‏:‏ صَبُورٌ على المشي، وناقة رَجِيلة‏.‏ ورَجُل راجل

ورَجِيل‏:‏ قويٌّ على المشي، وكذلك البعير والحمار، والجمع رَجْلى ورَجالى‏.‏

والرَّجِيل أَيضاً من الرجال‏:‏ الصُّلْبُ‏.‏ الليث‏:‏ الرُّجْلة نجابة الرَّجِيل من الدواب والإِبل وهو الصبور على طول السير، قال‏:‏ ولم أَسمع منه فِعْلاً

إِلا في النعوت ناقة رَجِيلة وحمار رَجِيل‏.‏ ورَجُل رَجِيل‏:‏ مَشَّاء‏.‏

التهذيب‏:‏ رَجُل بَيِّن الرُّجولِيَّة والرُّجولة؛ وأَنشد أَبو بكر‏:‏

وإِذا خَلِيلُك لم يَدُمْ لك وَصْلُه، فاقطع لُبانَته بحَرْفٍ ضامِر، وَجْناءَ مُجْفَرةِ الضُّلوع رَجِيلةٍ، وَلْقى الهواجر ذاتِ خَلْقٍ حادر

أَي سريعة الهواجر؛ الرَّجِيلة‏:‏ القَوية على المشي، وحَرْفٌ‏:‏ شبهها

بحَرْف السيف في مَضائها‏.‏ الكسائي‏:‏ رَجُلٌ بَيِّن الرُّجولة وراجل بيِّن

الرُّجْلة؛ والرَّجِيلُ من الناس‏:‏ المَشّاء الجيِّد المشي‏.‏ والرَّجِيل من الخيل‏:‏ الذي لا يَعْرَق‏.‏ وفلان قائم على رِجْلٍ إِذا حَزْبَه أَمْرٌ فقام

له‏.‏ والرِّجْل‏:‏ خلاف اليد‏.‏ ورِجل القوس‏:‏ سِيَتُها السفْلى، ويدها‏:‏ سِيَتُها

العليا؛ وقيل‏:‏ رِجْل القوس ما سَفَل عن كبدها؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ رِجْل

القوس أَتمُّ من يدها‏.‏ قال‏:‏ وقال أَبو زياد الكلابي القوّاسون يُسَخِّفون

الشِّقَّ الأَسفل من القوس، وهو الذي تُسميه يَداً، لتَعْنَت القِياسُ

فَيَنْفُق ما عندهم‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ أَرْجُلُ القِسِيِّ إِذا أُوتِرَت

أَعاليها، وأَيديها أَسافلها، قال‏:‏ وأَرجلها أَشد من أَيديها؛ وأَنشد‏:‏

لَيْتَ القِسِيَّ كلَّها من أَرْجُل

قال‏:‏ وطَرفا القوس ظُفْراها، وحَزَّاها فُرْضتاها، وعِطْفاها سِيَتاها، وبَعْدَ السِّيَتين الطائفان، وبعد الطائفين الأَبهران، وما بين

الأَبهَرَين كبدُها، وهو ما بين عَقْدَي الحِمالة، وعَقْداها يسميان الكُليتين، وأَوتارُها التي تُشَدُّ في يدها ورجلها تُسَمَّى الوُقوف وهو المضائغ‏.‏

ورِجْلا السَّهم‏:‏ حَرْفاه‏.‏ ورِجْلُ البحر‏:‏ خليجه، عن كراع‏.‏ وارْتَجل الفرسُ

ارتجالاً‏:‏ راوح بين العَنَق والهَمْلَجة، وفي التهذيب‏:‏ إِذا خَلَط

العَنق بالهَمْلجة‏.‏ وتَرَجَّل أَي مشى راجلاً‏.‏ وتَرَجَّل البئرَ تَرَجُّلاً

وتَرَجَّل فيها، كلاهما‏:‏ نزلها من غير أَن يُدَلَّى‏.‏

وارتجالُ الخُطْبة والشِّعْر‏:‏ ابتداؤه من غير تهيئة‏.‏ وارْتَجَل الكلامَ

ارْتجالاً إِذا اقتضبه اقتضاباً وتكلم به من غير أَن يهيئه قبل ذلك‏.‏

وارْتَجَل برأْيه‏:‏ انفرد به ولم يشاور أَحداً فيه، والعرب تقول‏:‏ أَمْرُك ما

ارْتَجَلْتَ، معناه ما استبددت برأْيك فيه؛ قال الجعدي‏:‏

وما عَصَيْتُ أَميراً غير مُتَّهَم

عندي، ولكنَّ أَمْرَ المرء ما ارْتَجلا

وتَرَجَّل النهارُ، وارتجل أَي ارتفع؛ قال الشاعر‏:‏

وهاج به، لما تَرَجَّلَتِ الضُّحَى، عصائبُ شَتى من كلابٍ ونابِل

وفي حديث العُرَنِيّين‏:‏ فما تَرَجَّل النهارُ حتى أُتيَ بهم أَي ما

ارتفع النهار تشبيهاً بارتفاع الرَّجُل عن الصِّبا‏.‏

وشعرٌ رَجَلٌ ورَجِل ورَجْلٌ‏:‏ بَيْنَ السُّبوطة والجعودة‏.‏ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ كان شعره رَجِلاً أَي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد

السبوطة بل بينهما؛ وقد رَجِل رَجَلاً ورَجَّله هو ترجيلاً، ورَجُلٌ رَجِلُ

الشَّعر ورَجَلُه، وجَمْعهما أَرجال ورَجالى‏.‏ ابن سيده‏:‏ قال سيبويه‏:‏ أَما

رَجْلٌ، بالفتح، فلا يُكَسَّرُ استغنوا عنه بالواو والنون وذلك في الصفة، وأَما رَجِل، وبالكسر، فإِنه لم ينص عليه وقياسه قياس فَعُل في الصفة، ولا يحمل على باب أَنجاد وأَنكاد جمع نَجِد ونَكِد لقلة تكسير هذه الصفة

من أَجل قلة بنائها، إِنما الأَعرف في جميع ذلك الجمع بالواو والنون، لكنه ربما جاء منه الشيء مُكَسَّراً لمطابقة الاسم في البناء، فيكون ما حكاه

اللغويون من رَجالى وأَرجال جمع رَجَل ورَجِل على هذا‏.‏

ومكان رَجِيلٌ‏:‏ صُلْبٌ‏.‏ ومكان رَجِيل‏:‏ بعيد الطَّرفين موطوء رَكوب؛ قال

الراعي‏:‏

قَعَدوا على أَكوارها فَتَردَّفَتْ

صَخِبَ الصَّدَى، جَذَع الرِّعان رَجِيلاً

وطريق رَجِيلٌ إِذا كان غليظاً وَعْراً في الجَبَل‏.‏ والرَّجَل‏:‏ أن يُترك الفصيلُ والمُهْرُ والبَهْمة مع أُمِّه يَرْضَعها متى شاء؛ قال

القطاميّ‏:‏

فصاف غلامُنا رَجَلاً عليها، إِرادَة أَن يُفَوِّقها رَضاعا

ورَجَلها يَرْجُلها رَجْلاً وأَرجلها‏:‏ أَرسله معها، وأَرجلها الراعي مع

أُمِّها؛ وأَنشد‏:‏

مُسَرْهَدٌ أُرْجِل حتى فُطِما

ورَجَلَ البَهْمُ أُمَّه يَرْجُلها رَجْلاً‏:‏ رَضَعها‏.‏ وبَهْمة رَجَلٌ

ورَجِلٌ وبَهِمٌ أَرجال ورَجَل‏.‏ وارْتَجِلْ رَجَلك أَي عليك شأْنَك

فالْزَمْه؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ ويقال‏:‏ لي في مالك رِجْل أَي سَهْم‏.‏ والرِّجْل‏:‏

القَدَم‏.‏ والرِّجْل‏:‏ الطائفة من الشيء، أُنثى، وخص بعضهم به القطعة العظيمة

من الجراد، والجمع أَرجال، وهو جمع على غير لفظ الواحد، ومثله كثير في كلامهم كقولهم لجماعة البقر صِوَار، ولجماعة النعام خِيط، ولجماعة

الحَمِير عانة؛ قال أَبو النجم يصف الحُمُر في عَدْوها وتَطايُر الحصى عن

حوافرها‏:‏

كأَنما المَعْزاء من نِضالها

رِجْلُ جَرادٍ، طار عن خُذَّالها

وجمع الرِّجْل أَرجال‏.‏ وفي حديث أَيوب، عليه السلام‏:‏ أَنه كان يغتسل

عُرياناً فَخَرَّ عليه رِجْلٌ من جَراد ذَهَب؛ الرِّجل، بالكسر‏:‏ الجراد

الكثير؛ ومنه الحديث‏:‏ كأَنَّ نَبْلهم رِجْلُ جَراد؛ ومنه حديث ابن عباس‏:‏ أَنه

دَخَل مكَّة رِجْلٌ من جَراد فَجَعل غِلْمانُ مكة يأْخذون منه، فقال‏:‏

أَمَا إِنَّهم لو علموا لم يأْخذوه؛ كَرِه ذلك في الحرم لأَنه صيد‏.‏

والمُرْتَجِل‏:‏ الذي يقع بِرِجْلٍ من جَرَاد فيَشْتَوي منها أَو يطبخُ؛ قال

الراعي‏:‏

كدُخَان مُرْتَجِلٍ، بأَعلى تَلْعة، غَرْثانَ ضَرَّم عَرْفَجاً مبْلُولا

وقيل‏:‏ المُرْتَجِل الذي اقتدح النار بزَنْدة جعلها بين رِجْليه وفَتل

الزَّنْدَ في فَرْضِها بيده حتى يُورِي، وقيل‏:‏ المُرْتَجِل الذي نَصَب

مِرْجَلاً يطبخ فيه طعاماً‏.‏ وارْتَجَل فلان أَي جَمَع قِطْعَة من الجَرَاد

ليَشْوِيها؛ قال لبيد‏:‏

فتنازعا سَبَطاً يطير ظِلالُه،

كدخان مُرتَجِلٍ يُشَبُّ ضِرَامُها

قال ابن بري‏:‏ يقال للقِطْعة من الجراد رِجْل ورِجْلة‏.‏ والرِّجْلة

أَيضاً‏:‏ القطعة من الوحش؛ قال الشاعر‏:‏

والعَيْن عَيْن لِياحٍ لَجَلْجَلَتْ وَسَناً، لرِجْلة من بَنات الوحش أَطفال

وارْتَجَل الرجلُ‏:‏ جاء من أَرض بعيدة فاقتدح ناراً وأَمسك الزَّنْد

بيديه ورجليه لأَنه وحده؛ وبه فَسَّر بعضهم‏:‏

كدُخَان مُرْتَجِلٍ بأَعلى تَلْعةٍ

والمُرَجَّل من الجَراد‏:‏ الذي ترى آثار أَجنحته في الأَرض‏.‏ وجاءت رِجْلُ

دِفاعٍ أَي جيشٌ كثير، شُبّه برِجْل الجَراد‏.‏ وفي النوادر‏:‏ الرَّجْل

النَّزْوُ؛ يقال‏:‏ بات الحِصَان يَرْجُل الخيلَ‏.‏ وأَرْجَلْت الحِصانَ في الخيل إِذا أَرسلت فيها فحلاً‏.‏ والرِّجْل‏:‏ السراويلُ الطاقُ؛ ومنه الخبر عن

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه اشترى رِجْلَ سَراوِيل ثم قال للوَزَّان

زِنْ وأَرْجِحْ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هذا كما يقال اشترى زَوْجَ خُفٍّ

وزوْجَ نَعْل، وإِنما هما زَوْجان يريد رِجْلَيْ سراويل لأَن السراويل من لباس

الرِّجْلين، وبعضهم يُسَمِّي السراويل رِجْلاً‏.‏ والرِّجْل‏:‏ الخوف والفزع

من فوت الشيء، يقال‏:‏ أَنا من أَمري على رِجْلٍ أَي على خوف من فوته‏.‏

والرِّجْل، قال أَبو المكارم‏:‏ تجتمع القُطُر فيقول الجَمَّال‏:‏ لي الرِّجْل

أَي أَنا أَتقدم‏.‏ والرِّجْل‏:‏ الزمان؛ يقال‏:‏ كان ذلك على رِجْل فلان أَي في حياته وزمانه وعلى عهده‏.‏ وفي حديث ابن المسيب‏:‏ لا أَعلم نَبِيًّا هَلَكَ

على رِجْله من الجبابرة ما هَلَك على رِجْل موسى، عليه الصلاة والسلام، أَي في زمانه‏.‏ والرِّجْل‏:‏ القِرْطاس الخالي‏.‏ والرِّجْل‏:‏ البُؤْس والفقر‏.‏

والرِّجْل‏:‏ القاذورة من الرجال‏.‏ والرِّجْل‏:‏ الرَّجُل النَّؤوم‏.‏

والرِّجْلة‏:‏ المرأَة النؤوم؛ كل هذا بكسر الراء‏.‏ والرَّجُل في كلام أَهل اليمن‏:‏

الكثيرُ المجامعة، كان الفرزدق يقول ذلك ويزعم أَن من العرب من يسميه

العُصْفُورِيَّ؛ وأَنشد‏:‏

رَجُلاً كنتُ في زمان غُروري، وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ

والرِّجْلة‏:‏ مَنْبِت العَرْفج الكثير في روضة واحدة‏.‏ والرِّجْلة‏:‏ مَسِيل

الماء من الحَرَّة إِلى السَّهلة‏.‏ شمر‏:‏ الرِّجَل مَسايِلُ الماء، واحدتها رِجْلة؛ قال لبيد‏:‏

يَلْمُج البارضَ لَمْجاً في النَّدَى، من مَرابيع رِياضٍ ورِجَل

اللَّمْج‏:‏ الأَكل بأَطراف الفم؛ قال أَبو حنيفة‏:‏ الرِّجَل تكون في الغِلَظ واللِّين وهي أَماكن سهلة تَنْصَبُّ إِليها المياه فتُمْسكها‏.‏ وقال

مرة‏:‏ الرِّجْلة كالقَرِيِّ وهي واسعة تُحَلُّ، قال‏:‏ وهي مَسِيل سَهْلة

مِنْبات‏.‏

أَبو عمرو‏:‏ الراجلة كَبْش الراعي الذي يَحْمِل عليه متاعَه؛ وأَنشد‏:‏

فظَلَّ يَعْمِتُ في قَوْطٍ وراجِلةٍ، يُكَفِّتُ الدَّهْرَ إِلاَّ رَيْثَ يَهْتَبِد

أَي يَطْبُخ‏.‏ والرِّجْلة‏:‏ ضرب من الحَمْض، وقوم يسمون البَقْلة

الحَمْقاء الرِّجْلة، وإِنما هي الفَرْفَخُ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ ومن كلامهم هو أَحمق من رِجْلة، يَعْنون هذه البَقْلة، وذلك لأَنها تنبت على طُرُق الناس

فتُدَاس، وفي المَسايل فيَقْلَعها ماء السيل، والجمع رِجَل‏.‏

والرِّجْل‏:‏ نصف الراوية من الخَمْر والزيت؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ وفي حديث

عائشة‏:‏ أُهدي لنا رِجْل شاة فقسمتها إِلاّ كَتِفَها؛ تريد نصف شاة طُولاً

فسَمَّتْها باسم بعضها‏.‏ وفي حديث الصعب بن جَثَّامة‏:‏ أَنه أَهدى إِلى

النبي صلى الله عليه وسلم رِجْل حمار وهو مُحْرِمٌ أَي أَحد شقيه، وقيل‏:‏

أَراد فَخِذه‏.‏ والتَّراجِيل‏:‏ الكَرَفْس، سواديّة، وفي التهذيب بِلُغَة

العجم، وهو اسم سَواديٌّ من بُقول البساتين‏.‏ والمِرْجَل‏:‏ القِدْر من الحجارة

والنحاسِ، مُذَكَّر؛ قال‏:‏

حتى إِذا ما مِرْجَلُ القومِ أَفَر

وقيل‏:‏ هو قِدْر النحاس خاصة، وقيل‏:‏ هي كل ما طبخ فيها من قِدْر وغيرها‏.‏

وارْتَجَل الرجلُ‏:‏ طبخ في المِرْجَل‏.‏ والمَراجِل‏:‏ ضرب من برود اليمن‏.‏

المحكم‏:‏ والمُمَرْجَل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المَراجل، فمُمَرْجَل على

هذا مُمَفْعَل، وأَما سيبويه فجعله رباعيّاً لقوله‏:‏

بشِيَةٍ كشِيَةِ المُمَرْجَل

وجعل دليله على ذلك ثبات الميم في المُمَرْجَل، قال‏:‏ وقد يجوز أَن يكون

من باب تَمَدْرَع وتَمَسْكَن فلا يكون له في ذلك دليل‏.‏ وثوب مِرْجَلِيٌّ‏:‏

من المُمَرْجَل؛ وفي المثل‏:‏

حَدِيثاً كان بُرْدُك مِرْجَلِيّا

أَي إِنما كُسيت المَراجِلَ حديثاً وكنت تلبس العَبَاء؛ كل ذلك عن ابن الأَعرابي‏.‏ الأَزهري في ترجمة رحل‏:‏ وفي الحديث حتى يَبْنَي الناسُ بيوتاً

يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل، ويعني تلك الثياب، قال‏:‏ ويقال لها المراجل

بالجيم أَيضاً، ويقال لها الراحُولات، والله أعلم‏.‏

أَعرابي‏.‏ الأَزهري في ترجمة رحل‏:‏ وفي الحديث حتى يَبْنَي الناسُ بيوتاً

يُوَشُّونها وَشْيَ المراحِل، ويعني تلك الثياب، قال‏:‏ ويقال لها المراجل

بالجيم أَيضاً، ويقال لها الراحُولات، والله أعلم‏.‏

رخل‏:‏ الرِّخْل والرَّخِل‏:‏ الأُنثى من أَولاد الضأْن، والذَّكَر حَمَلٌ، والجمع أَرْخُل ورِخال، ورُخَال، بضم الراء، مثل ظِئْر وظُؤَار، وشاة

رُبَّى ورُباب ورِخْلانٌ أَيضاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن ابن عباس سئل عن رجل أَسلم في مائة رِخْل، فقال‏:‏ لا خير فيه؛ وإِنما كره السَّلَم فيها لتفاوت

صفاتْها وقدر سِنِّها، وهي الرِّخْلة والرَّخِلة، ويقال للرِّخل رِخْلة؛ وقول

الكميت‏:‏

ولو وُليَ الهُوجُ السَّوائحُ بالذي

وُلِينا به، ما دَعْدَع المُترَخِّل

يريد صاحب الرِّخال التي يُرَبِّيها‏.‏ وبنو رُخَيْلة‏:‏ بطن‏.‏

ردخل‏:‏ الليث‏:‏ الإِرْدَخْل التارُّ السَّمِين؛ قال أَبو منصور‏:‏ لم أَسمع

الإِرْدَخْل لغير الليث‏.‏

ردعل‏:‏ الرِّدَعْل‏:‏ صغار الأَولاد؛ قال عجير‏:‏

أَلا هل أَتى النصريُّ مَتْرَكُ صِبْيَتي

رِدعْلاً، ومَسْبَى القوم غَصْباً نِسائياً‏؟‏

قال‏:‏ الرِّدَعْل الصِّغار‏.‏

رذل‏:‏ الرَّذْل والرَّذِيل والأَرذل‏:‏ الدُّون من الناس، وقيل‏:‏ الدُّون في مَنْظَره وحالاته، وقيل‏:‏ هو الدُّون الخَسيس، وقيل‏:‏ هو الرَّديء من كل

شيء‏.‏ ورجل رَذْل الثياب والفعل، والجمع أَرذال ورُذَلاء ورُذُول ورُذَال؛ الأَخيرة من الجمع العزيز، والأَرْذَلون، ولا تفارق هذه الأَلف واللام

لأَنها عَقِيبة مِن‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ واتَّبَعك الأَرْذَلون؛ قاله قوم نوح

له، قال الزجاج‏:‏ نسبوهم إِلى الحِياكة والحِجامة، قال‏:‏ والصِّناعات لا

تَضُرُّ في باب الديانات، والأُنثى رَذْلة، وقد رَذُل فلان، بالضم، يَرْذُل

رَذالة ورُذُولة، فهو رَذْلٌ ورُذال، بالضم، وأَرْذَله غيره، ورَذَله

يَرْذُله رَذْلاً‏:‏ جعله كذلك، وهم الرَّذْلون والأَرذال وهو مَرْذُول‏.‏ وحكى

سيبويه رُذِل، قال‏:‏ كأَنه وضع ذلك فيه يعني أَنه لم يَعْرض لرُذِل، ولو

عَرض له لقال رذَّله وشَدَّد‏.‏ وثوب رَذْل ورَذيل‏:‏ وَسِخٌ رديءٌ‏.‏ والرُّذال

والرُّذالة‏:‏ ما انْتُقي جَيِّده وبقي رديئه‏.‏ والرَّذِيلة‏:‏ ضد الفضيلة‏.‏

ورُذالة كل شيء‏:‏ أَردؤُه‏.‏ ويقال‏:‏ أَرْذَلَ فلان دراهمي أَي فَسَّلها، وأَرْذَلَ غنمي وأَرْذَلَ من رجاله كذا وكذا رَجُلاً، وهم رُذالة الناس

ورُذالهم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ومنكم من يُردُّ إِلى أَرذل العمر؛ قيل‏:‏ هو الذي

يَخْرَف من الكِبَر حتى لا يَعْقِل، وبَيَّنه بقوله‏:‏ لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ وأَعوذ بك من أَن أُرَدَّ إِلى أَرذل العمر أَي آخره في حال الكِبَر والعجز‏.‏ والأَرْذَل من كل شيء‏:‏ الرَّديء منه‏.‏

رسل‏:‏ الرَّسَل‏:‏ القَطِيع من كل شيء، والجمع أَرسال‏.‏ والرَّسَل‏:‏ الإِبل، هكذا حكاه أَبو عبيد من غير أَن يصفها بشيء؛ قال الأَعشى‏:‏

يَسْقِي رياضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً، زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّسَل

والرَّسَل‏:‏ قَطِيع بعد قَطِيع‏.‏ الجوهري‏:‏ الرَّسَل، بالتحريك، القَطِيع

من الإِبل والغنم؛ قال الراجز‏:‏

أَقول للذَّائد‏:‏ خَوِّصْ برَسَل، إِني أَخاف النائبات بالأُوَل

وقال لبيد‏:‏

وفِتْيةٍ كالرَّسَل القِمَاح

والجمع الأَرْسال؛ قال الراجز‏:‏

يا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسال، ولا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلاَّل

ورَسَلُ الحَوْض الأَدنى‏:‏ ما بين عشر إِلى خمس وعشرين، يذكر ويؤَنث‏.‏

والرَّسَل‏:‏ قَطيعٌ من الإِبِل قَدْر عشر يُرْسَل بعد قَطِيع‏.‏

وأَرْسَلو إِبلهم إِلى الماء أَرسالاً أَي قِطَعاً‏.‏ واسْتَرْسَل إِذا

قال أَرْسِلْ إِليَّ الإِبل أَرسالاً‏.‏ وجاؤوا رِسْلة رِسْلة أَي جماعة

جماعة؛ وإِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قيل أَوردها أَرسالاً، فإِذا أَوردها

جماعة قيل أَوردها عِراكاً‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الناس دخلوا عليه بعد موته

أَرسالاً يُصَلُّون عليه أَي أَفواجاً وفِرَقاً متقطعة بعضهم يتلو بعضاً، واحدهم رَسَلٌ، بفتح الراء والسين‏.‏ وفي حديث فيه ذكر السَّنَة‏:‏ ووَقِير

كثير الرَّسَل قليل الرِّسْل؛ كثير الرَّسَل يعني الذي يُرْسَل منها إِلى

المرعى كثير، أَراد أَنها كثيرة العَدَد قليلة اللَّبن، فهي فَعَلٌ بمعنى

مُفْعَل أَي أَرسلها فهي مُرْسَلة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا فسره ابن قتيبة، وقد فسره العُذْري فقال‏:‏ كثير الرَّسَل أَي شديد التفرق في طلب

المَرْعى، قال‏:‏ وهو أَشبه لأَنه قد قال في أَول الحديث مات الوَدِيُّ وهَلَك

الهَدِيُّ، يعني الإِبل، فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها وبقائها على الجَدْب

كيف تسلم الغنم وتَنْمي حتى يكثر عددها‏؟‏ قال‏:‏ والوجه ما قاله العُذْري وأن الغنم تتفرَّق وتنتشر في طلب المرعى لقلته‏.‏ ابن السكيت‏:‏ الرَّسَل من الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِني لكم فَرَطٌ على

الحوض وإِنه سَيُؤتي بكم رَسَلاً رَسَلاً فتُرْهَقون عني، أَي فِرَقاً‏.‏

وجاءت الخيل أَرسالاً أَي قَطِيعاً قَطِيعاً‏.‏

وراسَلَه مُراسَلة، فهو مُراسِلٌ ورَسِيل‏.‏

والرِّسْل والرِّسْلة‏:‏ الرِّفْق والتُّؤَدة؛ قال صخر الغَيِّ ويئس من أَصحابه أَن يَلْحَقوا به وأَحْدَق به أَعداؤه وأَيقن بالقتل فقال‏:‏

لو أَنَّ حَوْلي من قُرَيْمٍ رَجْلا، لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِسْلا

أَي لمنعوني بقتال، وهي النَّجْدة، أَو بغير قتال، وهي الرِّسْل‏.‏

والتَّرسُّل كالرِّسْل‏.‏ والتَّرسُّلُ في القراءة والترسيل واحد؛ قال‏:‏

وهو التحقيق بلا عَجَلة، وقيل‏:‏ بعضُه على أَثر بعض‏.‏ وتَرَسَّل في قراءته‏:‏

اتَّأَد فيها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان في كلامه تَرْسِيلٌ أَي ترتيل؛ يقال‏:‏

تَرَسَّلَ الرجلُ في كلامه ومشيه إِذا لم يَعْجَل، وهو والترسُّل سواء‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إِذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ أَي تَأَنَّ ولا

تَعْجَل‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إِن الأَرض إِذا

دُفِن

فيها الإِنسان قالت له رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ وذا

خُيَلاء‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ أَيُّما رجلٍ كانت له إِبل لم يُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ

لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلاَّ من أَعْطَى في نَجْدتها

ورِسْلها؛ يريد الشِّدَّة والرخاء، يقول‏:‏ يُعْطي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ

على مالكها إِخراجُها، فتلك نَجْدَتها، ويُعْطِي في رِسْلِها وهي

مَهازِيلُ مُقارِبة، قال أَبو عبيد‏:‏ معناه إِلاَّ من أَعْطى في إِبله ما يَشُقُّ

عليه إِعطاؤه فيكون نَجْدة عليه أَي شدَّة، أَو يُعْطي ما يَهُون عليه

إِعطاؤُه منها فيعطي ما يعطي مستهيناً به على رِسْله؛ وقال ابن الأَعرابي

في قوله‏:‏ إِلا من أَعْطى في رِسْلها؛ أَي بطِيب نفس منه‏.‏ والرِّسْلُ في غير هذا‏:‏ اللَّبَنُ؛ يقال‏:‏ كثر الرِّسْل العامَ أَي كثر اللبن، وقد تقدم

تفسيره أَيضاً في نجد‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ وقيل ليس للهُزال فيه معنى لأَنه

ذكر الرِّسْل بعد النَّجْدة على جهة التفخيم للإِبل، فجرى مجرى قولهم إِلا

من أَعْطى في سِمَنها وحسنها ووفور لبنها، قال‏:‏ وهذا كله يرجع إِلى معنى

واحد فلا معنى للهُزال، لأَن من بَذَل حق الله من المضنون به كان إِلى

إِخراجه مما يهون عليه أَسهل، فليس لذكر الهُزال بعد السِّمَن معنى؛ قال

ابن الأَثير‏:‏ والأَحسن، والله أَعلم، أَن يكون المراد بالنَّجْدة الشدة

والجَدْب، وبالرِّسْل الرَّخاء والخِصْب، لأَن الرِّسْل اللبن، وإِنما يكثر

في حال الرخاء والخِصْب، فيكون المعنى أَنه يُخْرج حق الله تعالى في حال

الضيق والسعة والجَدْب والخِصْب، لأَنه إِذا أَخرج حقها في سنة الضيق

والجدب كان ذلك شاقّاً عليه فإِنه إَجحاف به، وإِذا أَخرج حقها في حال

الرخاء كان ذلك سهلاً عليه، ولذلك قيل في الحديث‏:‏ يا رسول الله، وما نَجْدتها

ورِسْلها‏؟‏ قال‏:‏ عُسْرها ويسرها، فسمى النَّجْدة عسراً والرِّسْل يسراً، لأَن الجَدب عسر، والخِصْب يسر، فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب

والضيق وهو المراد بالنجدة، وفي حال الخِصب والسعة وهو المراد بالرسل‏.‏ وقولهم‏:‏

افعلْ كذا وكذا على رِسْلك، بالكسر، أَي اتَّئدْ فيه كما يقال على

هِينتك‏.‏ وفي حديث صَفِيَّة‏:‏ فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ على رِسْلكما أَي

اتَّئِدا ولا تَعْجَلا؛ يقال لمن يتأَنى ويعمل الشيء على هينته‏.‏

الليث‏:‏ الرَّسْل، بفتح الراء، الذي فيه لين واسترخاء، يقال‏:‏ ناقة رَسْلة

القوائم أَي سَلِسة لَيِّنة المفاصل؛ وأَنشد‏:‏

برَسْلة وُثّق ملتقاها، موضع جُلْب الكُور من مَطاها

وسَيْرٌ رَسْلٌ‏:‏ سَهْل‏.‏ واسترسل الشيءُ‏:‏ سَلِس‏.‏ وناقة رَسْلة‏:‏ سهلة

السير، وجَمَل رَسْلٌ كذلك، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة‏.‏ وشعر رَسْل‏:‏

مُسْترسِل‏.‏ واسْتَرْسَلَ الشعرُ أَي صار سَبْطاً‏.‏ وناقة مِرْسال‏:‏ رَسْلة القوائم

كثيرة الشعر في ساقيها طويلته‏.‏ والمِرْسال‏:‏ الناقة السهلة السير، وإِبِل

مَراسيلُ؛ وفي قصيد كعب بن زهير‏:‏

أَضحت سُعادُ بأَرض، لا يُبَلِّغها

إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل

المَراسِيل‏:‏ جمع مِرْسال وهي السريعة السير‏.‏ ورجل فيه رَسْلة أَي كَسَل‏.‏

وهم في رَسْلة من العيش أَي لين‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الرَّسْل، بسكون السين، الطويل المسترسِل، وقد رَسِل رَسَلاً ورَسالة؛ وقول الأَعشى‏:‏

غُولَيْن فوق عُوَّجٍ رِسال

أَي قوائم طِوال‏.‏ الليث‏:‏ الاسترسال إِلى الإِنسان كالاستئناس

والطمأْنينة، يقال‏:‏ غَبْنُ المسترسِل إِليك رِباً‏.‏ واستَرْسَل إِليه أَي انبسط

واستأْنس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَيُّما مسلمٍ اسْتَرْسَل إِلى مسلم فغَبَنه فهو كذا؛ الاسترسال‏:‏ الاستئناس والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ به فيما

يُحَدِّثه، وأَصله السكون والثبات‏.‏

قال‏:‏ والتَّرسُّل من الرِّسْل في الأُمور والمنطق كالتَّمهُّل والتوقُّر

والتَّثَبُّت، وجمع الرِّسالة الرَّسائل‏.‏ قال ابن جَنْبة‏:‏ التَّرسُّل في الكلام التَّوقُّر والتفهمُ والترفق من غير أَن يرفع صوته شديداً‏.‏

والترسُّل في الركوب‏:‏ أَن يبسط رجليه على الدابة حتى يُرْخِي ثيابه على رجليه

حتى يُغَشِّيَهما، قال‏:‏ والترسل في القعود أَن يتربَّع ويُرْخي ثيابه على

رجليه حوله‏.‏

والإِرْسال‏:‏ التوجيه، وقد أَرْسَل إِليه، والاسم الرِّسالة والرَّسالة

والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد‏:‏

لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم

بلَيْلى، ولا أَرْسَلْتُهم برَسِيل

والرَّسول‏:‏ بمعنى الرِّسالة، يؤنث ويُذكَّر، فمن أَنَّث جمعه أَرْسُلاً؛ قال الشاعر‏:‏

قد أَتَتْها أَرْسُلي

ويقال‏:‏ هي رَسُولك‏.‏ وتَراسَل القومُ‏:‏ أَرْسَل بعضُهم إِلى بعض‏.‏

والرَّسول‏.‏ الرِّسالة والمُرْسَل؛ وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر

الجُعفي‏:‏

أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً، بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ

عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ ومثله لعباس بن مِرْداس‏:‏

أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفافاً

رَسُولاً، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها

فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة؛ ومنه قول كثيِّر‏:‏

لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم

بسِرٍّ، ولا أَرْسَلْتهم برَسُول

وفي التنزيل العزيز‏:‏ إِنَّا رَسُول رب العالمين؛ ولم يقل رُسُل لأن فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع مثل عَدُوٍّ

وصَدِيق؛ وقول أَبي ذؤيب‏:‏

أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسو

ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر

أَراد بالرَّسول الرُّسُل، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار

والدرهم، لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه، إِنما يريدون كثرة

الدنانير والدراهم، والجمع أَرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء؛ الأَخيرة عن

ابن الأَعرابي، وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد؛ وأَنشد ابن بري

شاهداً على جمعه على أَرْسُل للهذلي‏:‏

لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة

حُبًّا لغيرك، ما أَتاها أَرْسُلي

وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن‏:‏ أَشهد أَن محمداً رسول الله، أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل‏.‏

والرَّسول‏:‏ معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت

الإِبل رَسَلاً أَي متتابعة‏.‏ وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية

عن موسى وأَخيه‏:‏ فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين؛ معناه إِنا رِسالة

رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين؛ وأَنشد هو أَو غيره‏:‏‏.‏‏.‏‏.‏ ما فُهْتُ عندهم

بسِرٍّ ولا أَرسلتهم برَسول

أَراد ولا أَرسلتهم برِسالة؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا قول الأَخفش‏.‏ وسُمِّي

الرَّسول رسولاً لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة‏.‏ والرَّسول‏:‏ اسم من أَرسلت

وكذلك الرِّسالة‏.‏ ويقال‏:‏ جاءت الإِبل أَرسالاً إِذا جاء منها رَسَلٌ بعد

رَسَل‏.‏ والإِبل إِذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها

الحوض رَسَلاً بعد رَسَل، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى‏.‏

وأَرسلت فلاناً في رِسالة، فهو مُرْسَل ورَسول‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ وقومَ نوح

لما كَذَّبوا الرُّسُل أَغرقناهم؛ قال الزجاج‏:‏ يَدُلُّ هذا اللفظ على أن قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح، عليه السلام، بقوله الرُّسُل، ويجوز أن يُعْنى به نوح وحده لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء، لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عليهم السلام، يؤمنون بالله وبجميع

رسله، ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك‏:‏ أَنت ممن يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس؛ وقول الهذلي‏:‏

حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْسُلي

ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْسُل، وإِن كان الرسول هنا

إِنما يراد به المرأَة لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا

الباب‏.‏

والرَّسِيل‏:‏ المُوافِق لك في النِّضال ونحوه‏.‏ والرَّسِيل‏:‏ السَّهْل؛ قال

جُبَيْهاء الأَسدي‏:‏

وقُمْتُ رَسِيلاً بالذي جاء يَبْتَغِي

إِليه بَلِيجَ الوجه، لست بِباسِر

قال ابن الأَعرابي‏:‏ العرب تسمي المُراسِل في الغِناء والعَمل المُتالي‏.‏

وقوائم البعير‏:‏ رِسالٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ سمعت العرب تقول للفحل العربي

يُرْسَل في الشَّوْل ليضربها رَسِيل؛ يقال‏:‏ هذا رَسِيل بني فلان أَي فحل

إِبلهم‏.‏ وقد أَرْسَل بنو فلان رَسِيلَهم أَي فَحْلهم، كأَنه فَعِيل بمعنى

مُفْعَل، من أَرْسَل؛ قال‏:‏ وهو كقوله عز وجل أَلم تلك آيات الكتاب الحكيم؛ يريد، والله أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ على ذلك قوله‏:‏ الر كتاب أُحْكِمَتْ

آياته؛ ومما يشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذير، وللمُسْمَع سَمِيع‏.‏ وحديثٌ

مُرْسَل إِذا كان غير متصل الأَسناد، وجمعه مَراسيل‏.‏ والمُراسِل من النساء‏:‏

التي تُراسِل الخُطَّاب، وقيل‏:‏ هي التي فارقها زوجها بأَيِّ وجه كان، مات أَو طلقها، وقيل‏:‏ المُراسِل التي قد أَسَنَّتْ وفيها بَقِيَّة شباب، والاسم الرِّسال‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ أَن رجلاً من الأَنصار تزوَّج

امرأَة مُراسِلاً، يعني ثَيِّباً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ فهَلاَّ

بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك وقيل‏:‏ امرأَة مُراسِل هي التي يموت زوجها أَو

أَحَسَّت منه أَنه يريد تطليقها فهي تَزَيَّنُ لآخر؛ وأَنشد المازني

لجرير‏:‏

يَمْشِي هُبَيرةُ بعد مَقْتَل شيخه، مَشْيَ المُراسِل أُوذِنَتْ بطلاق

يقول‏:‏ ليس يطلب بدم أَبيه، قال‏:‏ المُراسِل التي طُلِّقت مرات فقد

بَسَأَتْ بالطلاق أَي لا تُباليه، يقول‏:‏ فهُبَيرة قد بَسَأَ بأَن يُقْتَل له

قتيل ولا يطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التي قد بَسَأَتْ

بالطلاق أَي أَنِسَتْ به، والله أَعلم‏.‏ ويقال‏:‏ جارية رُسُل إِذا كانت صغيرة

لا تَخْتَمر؛ قال عديّ بن زيد‏:‏

ولقد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُسُلٍ، مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَّدَن

وأَرْسَل الشيءَ‏:‏ أَطلقه وأَهْمَله‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ أَلم تر أَنا أَرسلنا

الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزًّا؛ قال الزجاج في قوله أَرْسَلْنا

وجهان‏:‏ أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشياطين وإِياهم فلم نَعْصِمهم من القَبول منهم، قال‏:‏ والوجه الثاني، وهو المختار، أَنهم أُرْسِلوا عليهم

وقُيِّضوا لهم بكفرهم كما قال تعالى‏:‏ ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له

شيطاناً؛ ومعنى الإِرسال هنا التسليط؛ قال أَبو العباس‏:‏ الفرق بين إِرسال الله عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشياطين علىأَعدائه في قوله تعالى‏:‏ أَنا

أَرسلنا الشياطين على الكافرين، أَن إِرساله الأَنبياء إِنما هو وَحْيُه

إِليهم أَن أَنذِروا عبادي، وإِرساله الشياطينَ على الكافرين

تَخْلِيَتُه وإِياهم كما تقول‏:‏ كان لي طائر فأَرْسَلْته أَي خليته وأَطلقته‏.‏

والمُرْسَلات، في التنزيل‏:‏ الرياح، وقيل الخَيْل، وقال ثعلب‏:‏ الملائكة‏.‏

والمُرْسَلة‏:‏ قِلادة تقع على الصدر، وقيل‏:‏ المُرْسَلة القِلادة فيها

الخَرَزُ وغيرها‏.‏

والرِّسْل‏:‏ اللَّبن ما كان‏.‏ وأَرْسَل القومُ فهم مُرْسلون‏:‏ كَثُر

رِسْلُهم، وصار لهم اللبن من مواشيهم؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

دعانا المُرْسِلون إِلى بِلادٍ، بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق

ورَجُلٌ مُرَسِّلٌ‏:‏ كثير الرِّسْل واللبن والشِّرْب؛ قال تأَبَّط

شَرًّا‏:‏ولست براعي ثَلَّةٍ قام وَسْطَها، طوِيل العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَسِّل

مُرَسِّل‏:‏ كثير اللبن فهو كالغُرْنَيْق، وهو شبه الكُرْكِيّ في الماء

أَبداً‏.‏ والرَّسَلُ‏:‏ ذوات اللبن‏.‏ وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري‏:‏ أَنه قال

رأَيت في عام كثر فيه الرِّسْل البياضَ أَكثر من السَّواد، ثم رأَيت بعد

ذلك في عام كثر فيه التمر السَّوادَ أَكثر من البياض؛ الرِّسْل‏:‏ اللبن وهو البياض إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وهو السَّواد، وأَهل البَدْو يقولون

إِذا كثر البياض قَلَّ السواد، وإِذا كثر السواد قَلَّ البياض‏.‏ والرِّسْلان

من الفرس‏:‏ أَطراف العضدين‏.‏ والراسِلان‏:‏ الكَتِفان، وقيل عِرْقان فيهما، وقيل الوابِلَتان‏.‏

وأَلقَى الكلامَ على رُسَيْلاته أَي تَهاوَن به‏.‏ والرُّسَيْلي، مقصور‏:‏

دُوَيْبَّة‏.‏ وأُمُّ رِسالة‏:‏ الرَّخَمة‏.‏

رطل‏:‏ الرَّطْل والرِّطْل‏:‏ الذي يوزن به ويكال؛ رواه ابن السكيت بكسر

الراء؛ قال ابن أَحمر الباهلي‏:‏

لها رِطْلٌ تَكِيل الزيت فيه، وفَلاّحٌ يَسُوق بها حِمارا

قال ابن الأَعرابي‏:‏ الرِّطْل ثنتا عشرة أُوقِيَّة بأَواقي العرب، والأُوقِيَّة أَربعون درهماً، فذلك أَربعمائه وثمانون درهماً، وجمعه أَرطال‏.‏

الحربي‏:‏ السُّنَّة في النكاح رِطْلٌ، وشَرَحه كما شرحه ابن الأَعرابي؛ قال

أَبو منصور‏:‏ السُّنَّة في النكاح ثنتا عشرة أُوقِيَّة ونَشٌّ، والنَّشُّ

عشرون دِرهماً، فذلك خمسمائة دِرْهم؛ روي ذلك عن عائشة، رضي الله عنها، قالت‏:‏ كان صَداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأَزواجه اثنتي عشرة

أُوقِيَّة ونَشًّا؛ وورد في حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ اثنتا عشرة أُوقِيَّة

ولم يذكر النَّشَّ، والأُوقِيَّة مكيال أَيضاً‏.‏ الليث‏:‏ الرَّطْل مقدار

مَنٍّ، وتكسر الراء فيه‏.‏ الجوهري‏:‏ الرِّطْل والرَّطْل نصف مَنا‏.‏

ورَطْلَه يَرْطُله رَطْلاً، بالتخفيف، إِذا رازه ووزَنه ليعلم كمْ

وزنُه‏.‏ وغلام رَطْلٌ ورِطْلٌ‏:‏ قَضيف‏.‏ والرِّطْل‏:‏ المسترخي من الرجال‏.‏

الأَزهري‏:‏ الرَّطْل، بالفتح، الرجل الرِّخْو الليِّن‏.‏ والرَّطْل والرِّطْل

أَيضاً‏:‏ الذي راهَق الاحتلام، وقيل الذي لم تشتدَّ عِظامُه‏.‏ ورجل رَطْلٌ

ورِطْل‏:‏ إِلى اللِّين والرخاوة، وهو أَيضاً الكبير الضعيف، وكذلك هو من الخيل، والأُنثى من كل رِطْلة ورَطْلة؛ وأَنشد ابن بري لعمران بن حَطَّان‏:‏

مُوَثَّق الخَلْق لا رَطْل ولا سَغِل

وأَنشد لآخر‏:‏

ولا أُقيم للغلام الرَّطْل

وأَنشد لآخر‏:‏

غُلَيِّم رَطْل وشيخ دامر

وتَرْطيل الشعر‏:‏ تدهينه وتكسيره‏.‏ ورَطَّل شعرَه‏:‏ لَيَّنه بالدُّهْن

وكَسَّره وثَنَّاه‏.‏ التهذيب‏:‏ ومما يخطئ العامة فيه قولهم رَطَّلت شعري إِذا

رَجَّلته، وأَما الترطيل فهو أَن يُلَيِّن شعره بالدهن والمسح حتى يلين

ويَبْرُق‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ رَطَّل شعره إِذا أَرخاه وأَرسله من قولهم رجل

رَطْلٌ إِذا كان مسترخياً‏.‏ وفي حديث الحسن‏:‏ لو كُشِف الغِطاء لشُغِل

مُحْسِن بإِحسانه ومُسِيءٌ بإِساءته عن تجديد ثوب أَو ترطيل شعر؛ وهو تليينه

بالدُّهْن وما أَشبهه‏.‏ وفرس رِطْلٌ‏:‏ خفيف، بالكسر لا غير‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ فرس

رَطْل، والأُنثى رَطْلة، والجمع رِطال، وهو الضعيف الخفيف؛ وأَنشد‏:‏

تراه كالذئب خفيفاً رَطْلا

ورجل رَطْل‏:‏ أَحمق، والأُنثى بالهاء‏.‏ والرَّطْل‏:‏ العَدْل، بفتح الراء‏.‏

والرُّطَيْلاء‏:‏ موضع‏.‏

رعل‏:‏ الرَّعْل‏:‏ شِدَّة الطعن، والإِرْعال سرعته وشِدَّته‏.‏ ورَعَله

وأَرْعَله بالرُّمْح‏:‏ طَعَنه طَعْناً شديداً‏.‏ وأَرْعَل الطَّعْنة‏:‏ أَشبعها

وملك بها يده، ورَعَله بالسيف رَعْلاً إِذا نَفَخه به، وهو سيف مِرْعَلٌ

ومِخْذَم‏.‏

والرَّعْلة‏:‏ القَطِيع أَو القِطْعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل‏:‏ هي

أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وقيل‏:‏ هي القطعة من الخيل قدر العشرين

، والجمع رِعال وكذلك

رِعال القَطا؛ قال‏:‏

تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّها

رِعال القَطا، في وِرْدهن بُكُور

وقال امرؤ القيس‏:‏

وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ، كأَن أَسرابَها الرِّعال

وأَنشد الجوهري لَطَرفة‏:‏

ذُلُقٌ في غارة مسفوحة، كَرِعال الطير أَسراباً تَمُرّ

قال ابن بري‏:‏ رواية الأَصمعي في صدر هذا البيت‏:‏

ذُلُق الغارة في أَفْراعِهم

ورواية غيره‏:‏

ذُلُق في غارة مسفوحة، ولَدى البأْس حماة ما تَفِرّ

قال‏:‏ وصوابه أَن يقول الرَّعْلة القطعة من الطير، وعليه يصح شاهده لا

على الخيل، قال‏:‏ والرَّعْلة القطعة من الخيل، متقدمة كانت أَو غير

متقدمة‏.‏ ال‏:‏ وأَما الرَّعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد وطير ورجال

ونجوم وإبل وغير ذلك؛ قال‏:‏ وشاهد الرَّعيل للإِبل قول القُحَيف

العُقَيلي‏:‏أَتَعْرِف أَم لا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّلا، من العام يغشاه، ومن عام أَوَّلا‏؟‏

قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّها

مَضَلَّة بَوٍّ في رَعِيل تَعَجَّلا

وقال الراعي‏:‏

يَجْدُون حُدْباً مائلاً أَشرافها، في كل مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا

قال ابن سيده‏:‏ والرَّعِيل كالرَّعْلة، وقد يكون من الخيل والرجال؛ قال

عنترة‏:‏

إِذ لا أُبادِر في المَضِيق فوارسي، أَو لا أُوَكَّل بالرَّعِيل الأَول

ويكون من البقر؛ قال‏:‏

تَجَرَّدُ من نَصِيَّتها نَواجٍ، كما يَنْجو من البَقَر الرَّعِيلُ

والجمع أَرعال وأَراعيل، فإِما أَن يكون أَراعيل جمع الجمع، وإِما أن يكون جمع رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وقال بعضهم‏:‏ يقال للقطعة من الفُرْسان

رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل‏.‏ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه‏:‏ سِراعاٌ

إِلى أَمره رَعِيلاً أَي رُكَّاباً على الخيل‏.‏ وفي حديث ابن زِمْل‏:‏ فكأَني

بالرَّعْلة الأُولى حين أَشْفَوا على المَرْج كَبَّروا، ثم جاءت

الرَّعْلة الثانية، ثم جاءت الرَّعْلة الثالثة؛ قال‏:‏ يقال للقِطْعة من الفُرْسان

رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل‏.‏ والمُسْتَرْعِل‏:‏ الذي يَنْهَض في الرَّعِيل الأَول، وقيل‏:‏ هو الخارج في الرَّعِيل، وقيل‏:‏ هو قائدها كأَنه

يَسْتَحِثُّها؛ قال اتأَبَّط شَرًّا‏:‏

متى تَبْغِني، ما دُمْت حيّاً مُسَلّماً، تَجِدْني مع المُسْترعِل المُتَعَبْهل

وقيل‏:‏ المُسْترعِل ذو الإِبل، وبه فسر ابن الأَعرابي المسترعِل في هذا

البيت؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس بجَيِّد‏.‏

والرَّعْل‏:‏ أَنف الجبل كالرَّعْن، ليست لامه بدلاً من النون؛ قال ابن جني‏:‏ أَما رَعْل الجبل، باللام، فمن الرَّعْلة والرَّعِيل وهي القطعة

المتقدمة من الخيل، وذلك أَن الخيل توصف بالحركة والسرعة‏.‏ وأَراعيل الرياح‏:‏

أَوائلُها، وقيل‏:‏ دُفَعُها إِذا تتابعت‏.‏ وأَراعيل الجَهام‏:‏ مُقَدِّماتُها

وما تَفَرَّق منها؛ قال ذو الرمة‏:‏

تُزْجي أَراعيلَ الجَهام الخُور

والرَّعْلة‏:‏ النَّعامة، سميت بذلك لأَنها تَقَدَّمُ فلا تكادُ تُرى إِلا

سابقة للظَّلِيم‏.‏

واسْتَرْعَلَت الغنمُ‏:‏ تتابعت في السير والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها

بعضاً‏.‏ ورَعَل الشيءَ رَعْلاً‏:‏ وَسَّع شَقَّه، وروى الأَحمر من السَّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلقاً، واسم

ذلك المُعَلَّق الرَّعْل‏.‏ والرَّعْلة‏:‏ جلدة من أُذن الشاة والناقة تشق

فتعلق في مؤخرها وتترك نائسة، والصفة رَعْلاء، وقيل‏:‏ الرَّعْلاء التي

شُقَّت أُذنها شَقّاً واحداً بائناً في وسطها فناسَتِ الأُذن من جانبيها؛ قال

الجوهري‏:‏ الرَّعْلة والرَّعْل ما يقطع من أُذن الشاة ويترك معلقاً لا

يَبِين كأَنه زَنَمة‏.‏ والرَّعْلة‏:‏ القُلْفة على التشبيه بَرْعلة الأُذن‏.‏

وغلام أَرْعَل‏:‏ أَقلف، وهو منه، والجمع أَرعال ورُعْل؛ قال الفِنْدُ

الزِّمَّاني واسمه سَهْل بن شيبان وكان عَدِيد الأَلف في الجاهلية‏:‏

رأَيت الفِتْيَة الأَعزا

ل مثل الأَينُق الرُّعْل‏.‏

قال ابن بري‏:‏ رواه الهَرَوي في الغريبين الأَعزال جمع عُزُل الذي لا

سلاح معه مثل سُدُم وأَسدام، ورواه ابن دريد الأَغرال، بالراء، جمع أَغرل

وهو الأَغلف‏.‏ قال ابن بري‏:‏ والرُّعْل جمع رَعْلاء أَي لا تمتنع منم أَحد‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ وكل شيء مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فهو أَرْعَل‏.‏ ويقال للقَلْفاء

من النساء إِذا طال موضع خَفْضها حتى يسترخي أَرْعَل؛ ومنه قول جرير‏:‏

رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل

أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل العريض الواسع؛ ويقال للشاة

الطويلة الأُذن رَعْلاء‏.‏ ونَبْت أَرْعَلُ‏:‏

طويل مُسْتَرْخٍ؛ قال‏:‏

تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَال، ومُظْلِماً ليس على دَمَال

ورواه أَبو حنيفة‏:‏ فَصَبَّحَت أَرْعَلَ‏.‏ وعُشْبٌ أَرعل إِذا تَثَنَّى

وطال

؛ قال‏:‏

أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا

وفي النوادر‏:‏ شجرة مُرْعِلة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فهي

مُمْشِرة إِذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ‏:‏ خرجت رَعْلتها‏.‏

ورَجُل أَرْعَل بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة‏:‏ مضطرب العقل أَحمق

مُسْتَرْخٍ‏.‏ والرَّعالة‏:‏ الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء‏.‏ وفي الأَمثال‏:‏ العرب تقول

للأَحمق‏:‏ كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زادك الله رَعالة أَي زاده الله حُمْقاً كلما ازداد غِنىً‏.‏ والرَّعالة‏:‏ الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الحال

والغِنى‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الأَرعل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِل يَرْعَل، فهو أَرْعَل‏.‏

والرُّعْل‏:‏ الأَطراف الغَضَّة من الكَرْم، الواحدة رُعْلة؛ هذه عن أَبي

حنيفة؛ وقد رَعَّل الكَرْمُ‏.‏ والرَّعْلة‏:‏ اسم نخْلة الدَّقَل، والجمع رِعال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وقيل‏:‏ هو الكريم منها، والراعِل

الدَّقَل‏.‏ الرِّعْل‏:‏ ذكر النَّحْل، ومنه سُمِّي رِعْل بن ذَكْوان‏.‏ والرَّعْلة‏:‏

واحدة الرِّعال وهي الطِّوال من النخل‏.‏ وترك فلان رَعْلة أَي عِيالاً‏.‏

ويقال‏:‏ هو أَخْبَث من أَبي رِعْلة، وهو الذئب، وكذلك أَبو عِسْلة‏.‏

والرَّعْلة‏:‏ اسم ناقة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

والرَّعْلة الخِيرة من بناتها

ورَعْلة‏:‏ اسم فرس أَخي الخنساء؛ قالت‏:‏

وقد فَقَدَتْك رَعْلَةُ فاستراحت، فَلَيْتَ الخَيْل فارسها يراها

ويقال‏:‏ مَرَّ فلان يَجُرُّ رَعْله أَي ثيابه‏.‏ ويقال لما

تَهَدَّل من الثياب أَرْعَل‏.‏

والمُرَعَّل‏:‏ خيار المال؛ قال الشاعر‏:‏

أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَبْيِنا

نساءً، وجئنا بالهِجان المُرَعَّل

والرُّعْلول‏:‏ بَقْل، ويقال هو الطَّرْخون‏.‏

وابن الرَّعْلاء‏:‏ من شُعَرائهم‏.‏ ورِعْل وذَكْوان‏:‏ قبيلتان من سُلَيْم‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ رِعْل ورِعْلة جميعاً قبيلة باليمن، وقيل‏:‏ هم من سُلَيْم‏.‏

والرَّعْل‏:‏ موضع‏.‏

رعبل‏:‏ جَمَلٌ رَعْبَلٌ‏:‏ ضخم؛ فأَما قوله‏:‏

منتشرٌ، إِذا مَشَى، رَعْبَلُّ

إِذا مَطاه السَّفَرُ الأَطْوَلُّ، والبَلَدُ العَطَوّدُ الهَوْجَلُّ

فإِنه أَراد رَعْبَل والأَطْوَل والهَوْجَل فثَقَّل كل ذلك للضرورة‏.‏

ورَعْبَل اللحمَ رَعْبَلة‏:‏ قَطَّعه لتصل النار إِليه فتُنْضجه، والقطْعة

الواحدة رُعْبُولة‏.‏ ورَعْبَل الثوبَ فتَرَعْبَل‏:‏ مَزَّقه فتمزق‏.‏

والرُّعْبولة‏:‏ الخِرْقة المتمزقة‏.‏ والرَّعْبِلة‏:‏ ما أَخْلَق من الثوب‏.‏ وثوب

مُرَعْبَل أَي ممزق، وتَرَعْبَل‏.‏ وثوب رَعابيلُ‏:‏ أَخْلاقٌ، جمعوا على أَن كل

جزء منه رعْبُولة؛ قال ابن سيده‏:‏ وزعم ابن الأَعرابي أَن الرَّعابيل جمع

رِعْبِلة، وليس بشيء، والصحيح أَنه جمع رُعْبولة، وقد غَلِط ابن الأَعرابي‏.‏ ويقال‏:‏ جاء فلان في رَعابيل أَي في أَطمار وأَخلاق‏.‏ والرَّعابيل‏:‏

الثياب المتمزقة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن أَهل اليمامة رَعْبَلوا فسُطاط خالد

بالسيوف أَي قَطَّعوه؛ ومنه قصيد كعب بن زهير‏:‏

تَفْرِي اللَّبان بكَفَّيْها، ومِدْرَعُها

مُشَقَّقٌ عن تَرَاقِيها، رَعابيل

وريح رَعْبَلة إِذا لم تسقم في هُبوبها؛ قال ابن أَحمر يصف الريح‏:‏

عَشْواء رَعْبَلة الرَّواح، خَجَوْ

جاة الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْر

وامرأَة رَعْبَلٌ‏:‏ في خُلْقان الثياب ذات خُلْقان؛ وقيل‏:‏ هي الرَّعْناء

الحَمْقاء؛ قال أَبو النجم‏:‏

كصَوْت خَرْقاء تلاحِي، رَعْبَل

وفي الدعاء‏:‏ ثَكِلته الرَّعْبَل أَي أُمُّه الحَمْقاء، وقيل‏:‏ ثَكِلَته

الرَّعْبَل أَي أُمُّه، حَمْقاء كانت أَو غير حَمْقاء‏.‏ يقال‏:‏ ثَكِلَتْه

الجَثَل وثَكِلته الرَّعْبَل، معناهما ثَكِلته أُمه؛ وأَنشد ابن بري‏:‏

وقال ذو العَقْل لمن لا يَعْقِل‏:‏

اذهب إِليك، ثَكِلَتْك الرَّعْبَل

وقال شمر في قول الكميت يصف ذئباً‏:‏

يراني في اللِّمام له صَدِيقاً، وشادِنَةُ العَسابِرِ رَعْبَلِيب

قال شمر‏:‏ يراني يعني الذئب، وشادنة العَسابر‏:‏ يعني أَولادها ورَعْبَلِيب

أَي مُلاطِفة؛ وقال غيره‏:‏ رَعْبَلِيب يُمَزِّق ما قدر عليه من رَعْبَلْت

الجلد إِذا مَزَّقته؛ ومنه ابن أَبي الحُقَيْق‏:‏

مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِل بعضُه

بعضاً، كمَعْمَعة الأَباء المُحْرَق

الجوهري‏:‏ رَعْبَلت اللحم قَطَّعته؛ ومنه قول الشاعر‏:‏

تَرَى الملوك حَوْله مُرَعْبَله، يَقْتُل ذا الذنب، ومن لا ذنب له

ويروى مُغَرْبَله؛ وقال آخر‏:‏

طَها هُذْرُبَانٌ قَلَّ تغميضُ عينه، على دَبَّةٍ، مثل الخَنِيف المُرَعْبَل

وقال آخر‏:‏

قد انْشَوَى شِواؤنا المُرَعْبَلُ، فاقْتَرِبوا إِلى الغَدَاء فكُلُوا

وأَبو ذُبيان بن الرَّعْبَل‏.‏

رغل‏:‏ الرُّغْلة‏:‏ القُلْفة كالغُرْلة‏.‏ والأَرْغَل‏:‏ الأَقلف، وكذلك

الأَغْرَل‏.‏ وغُلام أَرْغَل بَيِّن الرَّغَل أَي أَغْرَل، وهو الأَقْلَف؛ وأَنشد

ابن بري لشاعر‏:‏

فإِنِّي امرؤ من بني عامر، وإِنكِ دارِيَّةٌ ثَيْتَلُ

تَبُول العُنْوقُ على أَنفه، كما بال ذو الوَدْعة الأَرْغَل

الثَّيْتَل‏:‏ الوَغِل، والثَّيْتَل في هذا البيت‏:‏ الذي يقعد مع النساء، والدَّارِيَّة‏:‏ الذي يلزم داره‏.‏ وفي حديث ابن عباس‏:‏ أَنه كان يكره ذَبيحة

الأَرغَل أَي الأَقلف؛ هو مقلوب الأَغْرَل كجَبَذَ وجَذَب‏.‏ وعيش

أَرْغَلُ وأَغْرَل أَي واسع ناعم، وكذلك عام أَرْغَل‏.‏ والرَّغْلة‏:‏ رَضاعة في غفلة‏.‏ يقال‏:‏ رَغَل المولود أُمُّه يَرْغَلها رَغْلاً رَضعها، وخَصَّ بعضهم

به الجَدْي‏.‏ قال الرياشي‏:‏ رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وأَرغلها رَضعها؛ قال

الشاعر‏:‏

يَسْبِق فيها الحَمَل العَجِيَّا

رَغْلاً، إِذا ما آنس العَشِيَّا

يقول‏:‏ إِنه يبادر بالعَشِيِّ إِلى الشاة يَرْغَلُها دون ولدها، يَصِفه

باللُّؤم‏.‏ قال أَبو زيد‏:‏ ويقال فلان رَمٌّ رَغُولٌ إِذا اغْتَنَم كل شيء

وأَكله؛ قال أَبو وَجْزة السعدي‏:‏

رَمٌّ رَغولٌ، إِذا اغْبَرَّتْ موارِدُه، ولا ينامُ له جارٌ، إِذا اخْتَرفا

يقول‏:‏ إِذا أَجْدَب لم يحتقر شيئاً وشَرِه إِليه، وإِن أَخْصب لم يَنَم

جاره خوفاً من غائلته‏.‏ وفَصِيل راغل أَي لاهِجٌ، ورَغَل البَهْمةُ أُمَّه

يَرْغَلها كذلك‏.‏ والرَّغْل‏:‏ البَهْمة لذلك، وكأَنه سمي بالمصدر؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والرَّغُول‏:‏ البهمة يَرْغَل أُمَّه أَي يرضعها‏.‏ وأَرْغَلَت

القَطاةُ فَرْخَها إِذا زَقَّتْه، بالراء والزاي؛ وينشد بيت ابن أَحمر‏:‏

فأَرْغَلَتْ في حَلْقه رُغْلةً، لم تُخْطئ الجيد ولم تَشْفَتِر

بالروايتين‏.‏ وفي حديث مِسْعَر‏:‏ أَنه قرأَ على عاصم فَلَحن فقال‏:‏

أَرْغَلْتَ أَي صِرْت صبيّاً ترضع بعدما مَهَرْت القراءَة، من قولهم رَغَل

الصَّبيُّ يَرْغَل إِذا أَخذ ثدي أُمه فرضِعَه بسرعة، ويروى بالزاي لغة فيه‏.‏

وأَرْغَلَت المرأَةُ، وي مُرْغِل‏:‏ أَرضعت ولدها، بالراء والزاي جميعاً‏.‏

وأَرْغَلَت ولدَها‏:‏ أَرضعته‏.‏ وأَرْغَل إِليه‏:‏ مال كأَرْغَنَ‏.‏ وأَرْغَل

أَيضاً‏:‏ أَخطأَ ووضع الشيء في غير موضعه‏.‏ وأَرْغلَت الإِبلُ عن مراتعها أَي

ضَلَّت‏.‏ والرَّغْل‏:‏ أَن يجاوز السُّنْبُل الإِلْحام، وقد أَرْغَل الزرعُ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

والرُّغْل، بالضم‏:‏ ضرب من الحَمْض، والجمع أَرغال؛ قال أَبو حنيفة‏:‏

الرُّغْل حَمْضة تنفرش وعيدانها صِلاب، وورقها نحو من ورق الجَماجم إِلا

أَنها بيضاء ومنابتها السهول؛ قال أَبو النجم‏:‏

تَظَلُّ حِفْراه من التَّهَدُّل

في روض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل

قال الليث‏:‏ الرُّغْل نبات تسميه الفُرْس السَّرْمَق وأَنشد‏:‏

بات من الخَلْصاء في رُغْل أَغَن

قال أَبو منصور‏:‏ غلِطَ الليث في تفسير الرُّغْل أَنه السَّرْمَق، والرُّغْل من شجر الحَمْض وورقه مفتول، والإِبل تُحْمِض به؛ قال‏:‏ وأَنشدني

أَعرابي ونحن بالصَّمَّان‏:‏

تَرْعى من الصَّمَّان روضاً آرِجا، ورُغُلاً باتت به لواهِجا

وأَرْغَلَت الأَرْضُ‏:‏ أَنبَتَت الرُّغْل‏.‏ ورَغَالِ‏:‏ الأُمة؛ قالت

دَخْتَنُوس‏:‏

فَخْرَ البَغِيِّ بِجِدْج رَبْـ *** بتَها، إِذا الناس اسْتَقَلُّوا

لا رِجْلَها حَمَلَتْ، ولا *** لرَغَالِ فيه مُسْتَظَلُّ

قال‏:‏ رَغالِ هي الأَمة لأَنها تَطْعَم وتَسْتَطْعِم‏.‏ ورُغْلان‏:‏ اسم‏.‏

وأَبو رِغال‏:‏ كنية، وقيل‏:‏ كان رَجُلاً عَشَّاراً في الزمن الأَول جائراً

فقَبْره يُرجم إِلى اليوم، وقبره بين مكة والطائف، وكان عبداً لشُعَيب، على

نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ قال جرير‏:‏

إِذا مات الفرزدق فارجُموه، كما تَرْمُون قبر أَبي رِغال

وقيل‏:‏ كان أَبو رِغال دليلاً للحبشة حين توجهوا إِلى مكة فمات في الطريق‏.‏ رأَيت حاشية هنا صورتها‏:‏ أَبو رِغال اسمه زيد بن مخلف عَبْدٌ كان لصالح

النبي، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بعثه مُصَدِّقاً، وإِنه أَتى

قوماً ليس لهم لِبْنٌ إِلا شاة واحدة، ولهم صبي قد ماتت أُمُّه فهم

يُعاجُونه بلبن تلك الشاة، يعني يُغَذُّونه، والعَجِيُّ الذي يُغَذَّى بغير لبن أُمه، فأَبى أَن يأْخذ غيرها، فقالوا‏:‏ دَعْها نُحايي بها هذا الصبيَّ، فأَبى، فيقال إِنه نزلت به قارعة من السماء، ويقال‏:‏ بل قَتَله رَبُّ

الشاة، فلما فقده صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قام في الموسم ينشد

الناس فأُخْبِر بصنيعه فَلَعَنه، فقبره بين مكة والطائف يَرْجُمه الناس‏.‏